السبت، 10 يوليو 2010

لماذا؟

لماذا كلما توصل العالم إلى اكتشاف علمي جديد انبرى بعض المسلمين يبخشون من قيمة هذا الكشف العلمي بالقول: لقد سبقناكم إلى هذه الحقيقة قبل أربعة عشر قرناً وهي موجودة في القرآن؟
ما دامت هذه الحقائق موجودةً عندنا في القرآن الكريم فلماذا انتظرنا كل هذه الأزمنة حتى يكتشفها غيرنا..إننا حين نقول هذا الكلام فإننا ندين أنفسنا ولا ندين الآخرين، لأننا نعطي شهادةً على عجزنا ونبذنا للرسالة التي كلفنا الله بها وراء ظهورنا.
إن البحث عن مواطن قصور الآخرين والتبخيس من أشيائهم هو دلالة أزمة حضارية عندنا وإسقاط نفسي لحقيقة عجزنا عن دخول هذا العصر فنود لو نكون وإياهم سواء
ما الذي نعنيه حين نقول بأن الإسلام قد سبقكم، هل هي دعوة للعزوف عن العلم والبحث بحجة أن كل هذه الحقائق موجودة في القرآن وأنه لا داعي لبذل الجهد في اكتشافها، إن تبخيس قيمة العلم هي أبعد ما تكون عن الإسلام..
لقد أعلى الإسلام من قيمة العلم ودعا إلى البحث والتفكر ودعانا إلى السير في الأرض..والإسلام يعلمنا ألا نبخس الناس أشياءهم وأن نتقبل عنهم أحسن ما عملوا وأن نحسن الحسن ونقويه لا أن نقول إن ما اكتشفتموه لا قيمة له وإننا سبقناكم إليه..
إن الإعجاز الأكبر للقرآن الكريم هو دعوته للتدبر والتأمل لإحداث حراك فكري وحثه على اتباع المنهج العلمي الذي سيقود إلى اكتشاف الحقائق وتحسين الحياة البشرية، أما لي عنق الآيات وتحميلها ما لا تحتمل من المعاني واستنطاقها بحقائق الفيزياء والكيمياء من أجل إثبات إعجاز القرآن فليس هي الطريقة المثلى في التعامل مع القرآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق