الجمعة، 3 سبتمبر 2010

شكراً..كلامك رائع

لا أسعد كثيراً حين يعلق أحد الإخوة أو الأخوات على مقال لي بالقول: ما شاء الله ..كلامك جميل.. مقالاتك رائعة.. شكراً لك..

أحياناً يكون لمثل هذه العبارات دور إيجابي في إعطاء دفعة معنوية تساعد على المواصلة وتستفز لمزيد من الإبداع.
أما الإكثار منها والاقتصار عليها دون تجاوزها إلى جوهر الفكرة فإن ضُرَّه أكبر من نفعه
إن المجاملات وعبارات الثناء لا تضيف للفكرة جديداً وربما أصابت صاحبها بالغرور، وهنا يأتي سياق الحديث الشريف(احثوا في وجه المداحين التراب)..
ومما يؤسف له أن المواقع التفاعلية مثل الفيس بوك وغيره تساهم في تعزيز هذا الاتجاه السلبي، وذلك بابتكار تقنية (أعجبني هذا) فيصير دور القارئ مقتصراً على ضغطة زر لإبداء إعجابه بالموضوع دون مناقشة الفكرة أو نقدها..وفي هذا قتل لروح النقاش والتفكير، وتعزيز لثقافة الاستهلاك، فصرنا حتى في قرائتنا مستهلكين لما يكتبه الآخرون دون إنتاج..
إن ما نحتاجه هو أن نتجاوز لغة المجاملات وأن نتعمق في مناقشة الأفكار من أجل الخروج بحلول مفيدة لمشكلاتنا الاجتماعية..
إن المشكلات الاجتماعية لا تحل بعبارات الثناء والكلمات الإنشائية ولكنها تحل بالولوج إلى أصل المشكلة ومواجهتها والبحث الجاد المستفيض فيها.
حين ألاحظ أن تعليقات بعض الإخوة الطيبين لا تتجاوز الشكر والثناء فإنني أتأسف لأنني أشعر أنهم لم يفهموا ما أريد أن أقوله، وأنه لا يوجد لديهم ما يضيفونه أكثر من تطييب خاطري.
أما المثقفون حق الثقافة فإنهم يناقشون الفكرة ويثرونها.
إن نقد الفكرة وتخطيئها خير من الثناء الفارغ عليها.. لأن تخطيئ الفكرة يعني أنها فَهمت، ولا ضير بعد أن تفهم أن يتم تجاوزها، وفي جميع الأحوال سيكون لي فضل أنني نبهت إليها، أو شققت طريقاً جاء بعدي من يكمل السير فيه.
أما (شكراً كلامك جميل) فتعني أن القضية صارت مجاملات شخصية وتطييب خواطر لا أكثر
إننا بحاجة إلى تجاوز المظاهر الاحتفالية وأن نخرج من المظهر إلى الجوهر..
والله أعلى وأعلم..

هناك تعليق واحد:

  1. بسم الله ومبارك رمضان عليكم وعليك ياصاحب المدونة خصوصا وبارك الله فيكم وعليكم

    حقا وصدقا فأنا اوافق كثيرا على فكرتك واحب ان اقول لك انني احارب هذه المجاملات الفارغة بعدم الرد عليها واهمالها عسى ان يعلم كاتبها انه انما قد قال جرما وربما زورا ايضا فهو من باب المجاملة الفارغة التي لاطائل ولا ربحا فكريا من ورائها وانما قد استمتع اكثر حينما ارى ردا يعارض فكرتي او مقالتي او موضوعي فيكون النقاش فيها مثريا ومليئا بافكار اكثر من خلال الاختلاف في الرأي الذي لايفسد للود قضية وكما قال نبي الرحمة عليه افضل الصلاة والسلام اختلاف امتي رحمة ....

    ودي وتجلتي

    ردحذف